الصفحة الأساسية > عربية > الطريق الثقافي > الانسان في العصر التراجيكوميدي
الانسان في العصر التراجيكوميدي
الأربعاء 23 نيسان (أبريل) 2008
قصيـدة
سلمى بالحاج مبروك
الانسان في العصر التراجيكوميدي
يجلس الطفل الناسك المنتشي
بحب الذات الإلاهية كالحلاج
يفنى عشقا وهياما كالمشتهي
ينتمي لعالم ينظر للإنسان من ثقب إبرة
ينتهي بين التثليث والتوحيد
ويموت قبل ان يولد في تخوم غيمة جدباء
وفي وجه العالم الآخر
تخمة في الحيرة
تخمة في السؤال
ترقد في حنجرة بكماء
ثقافة تقديس أجهزة الصلب و الإعدام
المعلقة في واجهة المدن الخرساء
المتسربلة كالإنسان بالدماء
والعالم اليوم في فوضاه ليس كمثله شيء
وشهوة القتل كالأفعى الرقطاء
تتعاظم في نهود الجلاد السوداء
وتحبل الأجساد عنوة ألما وبكاء
وفي كل لحظة تولد رائحة إلاه عفن بطعم
الدماء
وعندما نتعب نبلعها في اليوم التالي دون
عناء
وبعد الآن سينتعل كل العالم
حذاء فانغوغ الثقيل كالألم
المنتشر في الكون كوباء
وعند حلول الفجر
سنغتسل كالعادة من أدران أفكار
لاطتها كلمات العهر
كماء آسن يتمخض في وجه الآخر
وجه يشبهني كالليل
حمال أوجه وأشياء أخرى
أولها عولمة ودمار
وأشياء أخرى تأتي بآخر كارثة
وفي كل لحظة منفلته
من عقال الروح والروح والريحان
يتفوه الكون بحرب كونية وقفار
وجهك في وجهي يحملق كالريبة من كل
الأشياء
في راسيو الأقدار
وكيف يبتلع الليل النهار
وكيف انفرط عقد العود الأبدي
من عيون آلهة مهملة بالعبث والاستهتار
وترمل كونك في كوني من المعنى
كصخرة سيزيف المتدحرجة إلى الأبد القهار
قدت من عذابك أنت والآخر
تسلية تجري كالماء
على جسد منهوك مقهور
يحمل حزنه كالنهر
وينتفض عند الشلال
كرغبة حب أزلية
في أن يكون اللامتناهي
إلاه العالم القادم من التعب
من شفاه السماء الأزلية
من وديان دانية القطوف كسيلان الأبدية
كعالم بكر لم تفتض ألوانه
ولم تفك ضفائره وألغازه
لم تتلى تراجيدياته
ولم تفهم حتى ملهاته
سلمى بالحاج مبروك - تونس